الثلاثاء، 14 يونيو 2016

الحاجة الرّوحية والإيمانية

   هذه الحاجة يحتاجها كل إنسان ، فهي حاجة فطرية ضرورة ملحّة لاستقامة نفس الإنسان وروحه ، وكذلك الطفل يحتاج إلى الإشباع الروحي والغذاء الإيماني حتى تستقيم تربيته وتنضح ، وتستقر حياته ، فالإيمان يهذّب الأخلاق والغرائز ويوجّهها إلى طريقها الصحيح المتّزن والمتوافق مع الفطرة ،فلا بدّ للمربين – الآباء والمعلمين وغيرهم - مِن غرس الإيمان في نفوس الأطفال من نعومة أظفارهم ، ولا بدّ لهم من التّدرج في هذا البناء الإيماني ، وهذا البناء – كما أنّه حاجة شرعية وفطرية - فهو كذلك حاجة نفسية تربوية ، فالدّراسات العلمية تظهر أنّ التّدين له دور كبير في استقرار الحالة النفسية للفرد ، فالتّدين بمعناه الصحيح والعميق – لا بمظاهره فقط - يساعد الفرد على تحمّل صعوبات وأزمات الحياة ، وهذا يجعله أكثر استقراراً في حياته النفسية والاجتماعية.
ولابدّ للآباء والمربّين عند توفير هذه الحاجة الرّوحية للأطفال من التنويع في الأساليب و الوسائل ، وهذه بعض الوسائل المهمة التي تساعد في ذلك:

1-  إقامة البيت والحياة العائلية على تقوى الله ، والحرص على تأدية فرائض الله والقيام بحقوقه والوقوف عند حدوده من جميع أفراد الأسرة خاصة الوالدين ، وأنْ تكون معالم الدين والإيمان ظاهرة في أشخاصهم وتعاملهم وفي جميع نواحي حياتهم ، ولعلّ من أسرار حث الشارع الحكيم أن يكون أداء بعض نوافل الصلوات في البيوت ، حتى يكون في ذلك تعويد للطفل على الطاعة. 
2- تطهير البيت والمنزل من المنكرات والمخالفات الشرعية ، وإخراج كل ما فيه معصية لله - سبحانه و تعالى- من البيوت ؛ حتى لا يعيش الطفل في صراع بين ما يسمعه من توجيهات دينية شرعية في المنزل أو في محاضن التعليم الأخرى وبين ما يراه من ممارسات تخالف هذه التوجيهات في واقع حياة الأسرة. 
3-على الآباء أن يركّزوا على تعميق روح العبادة لدى أبنائهم وربط قلوبهم بربهم وخالقهم بأساليب سهلة وميسورة ، ولا يكون تركيزهم منصبّاً – فقط - على ظاهر العبادة وبعض الألفاظ الشرعية التي يردّدها الطفل دون ارتباط قلبه بالله سبحانه و تعالى ، فبعض الآباء قد يحرص على ذهاب ابنه إلى المسجد ، وأن يحفظ شيئاً من القرآن - سواءً في المنزل أو في حلقات تحفيظ القرآن الكريم ، وهذا شيء جميل - لكنّ الأجمل أن نحرص على ربط قلوبهم أكثر بالدين والعبادة ، لأنّ بعض الأبناء قد يمارس هذه الممارسات الجيدة في حضور آبائهم ، لكنْ إذا غاب الأب أو سافر فإنّه يتوقّف عنها حتى يرجع أبوه ، وهذا خلل تربوي كبير ، ينتج من الحرص على ظاهر هذه الشعائر دون الحرص على روحها ومعناها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق