الأحد، 7 ديسمبر 2014

المدح والثناء في العملية التربوية

تقول إحدى المعلمات الفاضلات : تم تعييني في مدرسة جديدة وعندما باشرت العمل فيها أخبرني الأخوات المعلمات أن هناك طالبة في أحد الفصول التي أدرسها - وذكروا اسم الطالبة - ضعيفة جداً وقد بذل معها الجميع محاولات كثيرة للتعديل ولكنها  جميعاً باءت بالفشل ..........
 تقول هذه المعلمة فبدأت اقترب من هذه الطالبة وألاحظها أثناء شرح الدروس ، وكنت أتعمد أن أطرح عليها بعض الأسئلة السهلة فإذا أجابت بإجابة صحيحة فإنني أقوم بمدحها والثناء عليها ووصفها بالأوصاف الإيجابية، وما هي إلا أسابيع معدودة حتى تحسن مستوى الطالبة من (ضعيف) إلى (جيد).

إن الحاجة إلى المدح والثناء حاجة إنسانية فطرية ، فكل إنسان يحب أن يمدحه الآخرون ،وأن يثنوا عليه خيراً، بل هو يفرح بذلك وترتفع معنوياته عند المديح، ويسعى لبذل المزيد والمزيد، ويحاول أن يكون في كل مرة أفضل وأفضل مما كان عليه في المرة السابقة، بل ويحرص أشد الحرص على ألا ينخفض مستواه عما كان عليه.

إن المدح والثناء والتشجيع،وذكر الحسنات والإيجابيات يزيد الطفل ثقة في نفسه،ويشعره برضا الآخرين عنه، وإذا شعر الطفل برضا والديه ومربيه عنه، فهذه قمة السعادة لديه،وأغلى أمانيه ورغباته،وكلما مدحنا الطفل وذكرنا إيجابياته وإنجازاته،فإنه يشعر بالرضا عن نفسه،ويكتسب ثقة أكثر في نفسه وفي قدراته،وهذا لاشك أنه سيقوده إلى زيادة الدافعية للعمل والإنجاز ولبذل المزيد في كل ما يحقق له مدحاً ورضا من الآخرين . 

حتى تكون مبدعاً في مدحك لطفلك :

إن المدح والتشجيع مع أهميته وتأثيره البالغ في حياة الطفل إلا أنه قد يكون له آثار سلبية إذا لم يستخدمه المربي الاستخدام الأمثل ،وإليك أخي المربي جملة من التوجيهات التي تجعل مديحك للطفل ناجحاً ومؤثراً:
1- ركز على إيجابيات الطفل وإن كانت بسيطة،واهتم بإنجازاته ولو كانت محدودة،ولا تطالبه بما لا يستطيع أو بما لا يتوافق مع قدراته وإمكاناته .
2- امتدح المحاولات ولو لم تكن ناجحة: فجميل أن تمدح في الطفل حرصه على الإنجاز وبذله ومحاولته الوصول إلى النجاح، سواءً حققه أو لم يحققه.
3- لا تمدح وأنت غير مقتنع، ولا تمدح الأشياء التي قد يرى الطفل أن الأولى بها من هو أصغر منه، حتى لا يفقد ثقته في مصداقيتك.
4- نوع في المدح والثناء : فأحياناً يكون المدح أمام الطفل وموجهاً إليه مباشرة، وليكن أحياناً في صورة حديث عن انجازات الطفل وإيجابياته أمام الآخرين ولكن بحضور الطفل وسماعه .
5- تذكر أن كلمة إهانة واحدة قد تهدم ألف كلمة مديح: فإياك أخي المربي أن تحتقر طفلك أو أن تصفه بأوصاف سلبية،فقد يكون هذا الطفل حساساً ويتفاعل مع هذا الانتقاص أو تلك الإهانة بردة فعل لا تتوقعها وقد تكون لها بصمات لا تمحى من سجل حياته ، وتأكد أن لكل كلمة سلبية كلمة إيجابية مرادفة لها تؤدي المعنى نفسه.
6- لا تقارنه بالآخرين من إخوانه أو أقرانه، ولا تطلب منه أن ينجز مثل ما أنجزوا فلكل طفل طاقاته وقدراته ومواهبه،بل تقبل منه ما يستطيع وامدحه على ذلك ، واطلب منه الرقي إلى معالي الأمور بكل رفق وتدرج وحكمة ، وبدون مقارنته بالآخرين.
7- اعتدل وتوازن في مدحك : فلا تحرم طفلك منه فيصاب بضعف الثقة بالنفس،ولا تبالغ فيه وتتجاوز فيه حد الاعتدال فيصاب طفلك بالغرور والإعجاب بالنفس ، فلا بد من الموازنة في ذلك كله، وإن كان الأصل هو المدح والثناء وذكر الحسنات والإيجابيات، وقد كان هذا هو حال رسولنا صلى الله عليه وسلم مع أصحابه،فكان يثني عليهم خيراً، ويصفهم بالأوصاف والألقاب الإيجابية، كالصديق ،والفاروق،وسيف الله،وأمين هذه الأمة،وغيرها من الأوصاف الإيجابية التي فيها مدح وثناء على أصحابها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق