الثلاثاء، 14 يونيو 2016

الحاجة إلى الشعور بتحقيق الذات

ذلك أنّ الطفل –وأيَّ إنسان على وجه العموم - يحب ويحتاج أن يشعر أنّ له وجوداً وكياناً ، وأنّ له قيمةً واضحةً ومهمة في مجتمعه الصغير –الأسرة - أو في مجتمعه الكبير الواسع  ،ولا شكّ أنّ إشباع هذه الحاجة في ذات الطفل له مردود إيجابي كبير مما يجعل شخصية الطفل تنمو في توافق واستقرار ، وحرمانه منها له آثار سلبية ، كالشّعور بالنّقص ، وضعف الثّقة بالنفس مما قد يؤدي إلى الحزن والكآبة المستمرة.
ومما يؤدّي إلى إشباع هذه الحاجة أن يشعر الطفل أنه قادر على الإنجاز ، وكذلك أن يشعر أنّ له مكانة خاصة ومهمة لدى من حوله -خاصة والديه - ويستطيع المربون إشباع هذه الحاجة المهمة بما يلي:
1-  الاستماع والإنصات والإقبال على الطفل باهتمام وتركيز عندما يتحدّث أو يخبر عن شيء ما ، حتى لو لم يكن مهماً بالنسبة لنا ، ولكنّه مهم جداً عند الطفل.
2-  إعطاؤه فرصة كافية للتعبير عن رأيه في أي موضوع يتم طرحه للنقاش ، أو عند مشاهدة مواقف أو أحداث عابرة في المنزل أو في الشارع أو في المدرسة أو في أي مكان آخر.
3-  مشاورته في اتخاذ القرار : سواءً فيما يخصّه هو ، أو فيما يخصّ أمور الأسرة والعائلة ، أو حتى فيما يخصّ الأب أو الأم أحياناً فهذا يشعره بزيادة الاهتمام به.
4-  تكليفه ببعض الأعمال التي تتناسب مع عمره ، حتى يكون قادراً على القيام بها ، وبالتّالي يستطيع إنجازها مما يزيد شعوره بتحقيق ذاته ، وقد قيل : قيمة الإنسان ما ينجز.
5-  شارِكه في إنجاز أعماله ، لكنْ لا تنجزها نيابةً عنه ، فالأصل أن نترك الطفل يعتمد على نفسه في الأمور اليسيرة ، وأحياناً قد يجد الطفل صعوبة أو عقبات في بعض الأمور فلا نبادر بإنهائها مباشرة وإنّما نساعده ونتعاون معه في إنجازها.

6-  إعطاؤه مقداراً من الحرية في اختيار أشيائه الشخصية :حتى لو كان صغيراً في عمره فيمكن أن نختار له مجموعة مناسبة من صنف واحد ونطلب منه أن يختار منها واحداً ، فيشعر أنه صاحب القرار في ذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق