هل رفض الذهاب إلى المدرسة أزمة حقيقية أم مبالغة ؟

يشكو بعض الآباء والأمهات من أزمة رفض أولادهم الذهاب إلى  المدرسة فهل هذه الشكوى أزمة  فعلية موجودة في المجتمع أم هي مجرد مبالغة من الوالدين فقط؟

 الجواب:

مع إشراقة بداية كل عام أو فصل دراسي نعيش أحداث  عودة أبنائنا الطلاب والطالبات للمدارس والجامعات وكذلك دخول المستجدين للصفوف الأولى من المدارس أو المراحل التمهيدية منها ، ومع ما تتضمنه هذه الفترة من عناء التجهيزات النفسية والمادية التي تقوم بها الأسر لأبنائها وكذلك إعادة تنظيم أوقاتهم الخاصة بالأكل والنوم والزيارات وغيرها تعيش بعض الأسر هاجساً آخراً وهو رفض بعض الأبناء الذهاب إلى المدرسة سواء المستجدين أو من قد تجاوزوا بعض المراحل  الدراسية ولعلي أذكر هنا بعض النماذج التي زارت عيادتي النفسية، والتي نشاهدها بصورة متكررة مع بداية كل عام أو فصل دراسي جديد، ومنها الطفلة (ش) التي رفضت الذهاب إلى الروضة تماما، وكانت تصاب بآلام شديدة، ونوبات بكاء مستمرة، عند ذهابها الى المدرسة….. كما اضطرت إحدى الأمهات الموظفات إلى أخذ إجازة استثنائية لمدة عام لتكون لتصحب ابنتها التي رفضت الذهاب إلى المدرسة يوميا لمدة عام دراسي كامل ومع ذلك رفضت العودة إلى المدرسة مرة أخرى مع بداية السنة التي تليها،،،، ومن النماذج أيضا  طالبة كانت متفوقة جدا في نهاية المرحلة الابتدائية، وحين دخولها المرحلة المتوسطة رفضت مواصلة الدراسة ولمدة عام أو عامين وعاشت أسرتها في معاناة كبيرة.....
فمشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة مشكلة موجودة ونلاحظها بصورة متكررة في عيادة الطب النفسي للأطفال، وقد تصل إلى درجة مرضية وهي ما تسمى "اضطراب الخوف المرضي من المدرسة".....