الثلاثاء، 14 يونيو 2016

الحاجة إلى الشعور بالانتماء إلى مجموعة

إنّ الإنسان مخلوق اجتماعي بطبعه ، ولابدّ له من وسط اجتماعي يعيش فيه ويتفاعل معه ، والحاجة إلى الشّعور بالانتماء إلى مجموعة كما أنها حاجة إنسانية لكل إنسان في أي مرحلة من مراحل عمره -  فهي كذلك حاجة ضرورية للطفل ، فالطّفل يحتاج أن يشعر بانتمائه الإجتماعي ، وهو بحاجة إلى وجود مجتمع - ولو كان صغيراً - حوله بحيث يشعر أنه جزء منه.
   وإنّ أوّل وأهم مجموعة يحتاج الطفل أن يشعر بالانتماء إليها هي الأسرة والعائلة الصغيرة التي يكون الطفل أحد أفرادها ، فعلى الوالدين أن يكون لهما دور كبير في غرس وتنمية شعور الطفل بانتمائه إلى أسرته وعائلته ، ويكون ذلك بأمور منها:
1-  إشاعة روح المحبة والعاطفة بين أفراد العائلة ، خاصّة بين الإخوة والأخوات ، وحثّ كل واحد منهم على استخدام الألفاظ والعبارات والسلوكيات التي تعبّر عن محبته ومودته لإخوانه ، وعلى الوالدين أن يشجِّعوا ويكافئوا كلَّ من يصدر منه لفظ أو سلوك تظهر فيه محبته لإخوانه واحترامه لهم ، وهذه ممارسة أصبحت قليلة في الأسر ، وأصبح الوالدان يغفلان عن إحيائها بين أفراد العائلة.
2-  كذلك إشاعة روح التّعاون والمشاركة الجماعية بين الإخوة والأخوات وتوفير الألعاب التي تدعم المشاركة الجماعية والتقليل من الألعاب التي تغرس الفردية.
3-  مشاركة الأبناء والبنات في اتّخاذ بعض القرارات العائلية حتى ولو كانت قرارات بسيطة ، لأنّها تشعرهم بأهميتهم وأنهم جزء مهم من هذا الكيان العائلي ، ويمكن ممارسة هذه المشاركة في قرارات متعددة ، ومن أمثلة ذلك : اختيار نوعيّة الأكل الذي نشتريه من خارج المنزل ، أو إذا كانت العائلة في رحلة فمن الجميل أن يتشاور الوالدان مع أبنائهم في وقت الخروج لهذه الرحلة ، أو مكانها ، أو طبيعة الطّعام الذي نأخذه وغير ذلك مما لا يحتاج قرارات هامّة لكنّها تؤدّي إلى تلبية هذه الحاجة للأبناء.
 
      والمجموعة الأخرى التي يحتاج الطفل إلى وجودها مجموعةُ الأصدقاء ، فوجودهم مهمّ للطفل حتى يتم إشباع هذه الحاجة لديه ، وكذلك فإن هناك بعض الأخلاق والسلوكيات الحميدة لا يمكن أن تنمو لدى الطفل إلاّ مع آخرين مثل أخلاق : التعاون ، والإيثار ، والتسامح ، وغيرها من الأخلاقيات التي لا تنمو إلاّ في وسط المجموعات ، وكذلك تنمية المهارات الاجتماعية. وإن كانت هناك بعض السّلبيات التي تحصل من بعض الأصدقاء ، لذلك قد تكون رَدّة فعل بعض الآباء أن يحرم أبناءه من أن يكون لهم أصدقاء ، ولاشكّ أنّ هذا تصرّف خاطئ من الأب ، ولكن الحكمة أن يسعى الأب إلى اختيار نوعية أصدقاء ولده من الذين يطمئن على أبنائه معهم وممن يثق في أسرهم على أن يكون ذلك بصورة غير مباشرة وبدون فرض وصايته على الطفل ، وهذا الأمر له عدة فوائد ؛ فهو من ناحية يحقّق حاجة الولد لوجود مجموعة ينتمي إليها ، ويساعده في بناء علاقات اجتماعية بعيداً بعض السلبيات التي تحصل من بعض الأصدقاء غير المرغوب فيهم.
وإذا لم يتمّ توفير الشعور بالانتماء الاجتماعي للطفل ، فإنّ ذلك قد يسبب آثاراً سلبية عديدة ، منها:
1-   الانطوائية والعزلة الاجتماعية وصعوبة إقامة العلاقات الاجتماعية.
2-  ضعف المهارات الاجتماعية ، ومهارات التّواصل مع الآخرين ، ذلك لأنّ الطفل لم يتعوّد على ذلك منذ طفولته المبكرة.
3-   غياب بعض السلوكيات الإيجابية التي لا تظهر إلاّ في وسط مجموعة ، وقد ذكرنا نماذج منها فيما سبق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق