الاثنين، 9 مايو 2016

دليلك في التعامل مع سلوك طفلك

     في هذه الوقفة سنقدّم لك – أخي المربي – دليلاً عملياً عامّاً يبيّن لك الخطوات التي تسلكها في الوصول إلى الحل المناسب لتعديل سلوك طفلك ، وهي ليست وسائل للعلاج و إنّما عبارة عن دليل عام يبيّن لك خط السّير الذي تسلكه مع سلوكيات أطفالك ، وهذا الدليل عبارة عن محطّات متتالية تنقلك كل محطة لما بعدها ، وهي على النحو التالي:


المحطة الأولى : قبل ظهور المشكلة (بذل أسباب الوقاية) :

فعلى كل مرب – وأخص الوالدين – أن يبذلوا سبل الوقاية التي تقي وتحفظ أبناءهم - بإذن الله ـ  مِن ظهور انحرافات سلوكيّة ، ومن ذلك : حفظ الله سبحانه وتعالى في السرّ و العلن ، وقد قال المصطفى - صلى الله عليه وسلم - : (احفظ الله يحفظك) ، فإذا حفظت الله في أوامره وحرماته ، فإنه يحفظك في نفسك ودينك و ولدك ، وكذلك تحصين الأبناء بالرقَى الشّرعية والأذكار النّبوية في الصّباح والمساء وعند النّوم وقبل الخروج من المنزل وتعويدهم على ذلك ومساعدتهم في حفظ هذه الأذكار وتكرارها في اليوم والليلة ، فإنّ في ذلك حفظاً لهم من الشّرور و المصائب ، وكذلك من الأمراض والاضطرابات عموماً.

وكذلك فإنّ من أسباب وقاية الأبناء توفير جوٍّ أسري هادئ و مستقر ، مُفْعم بالمحبّة و السّكينة ، وبناء الثقة في نفوسهم ، والاستماع إلى شكواهم وهمومهم ، وإعطاؤهم وقتاً كافياً للجلوس معهم ، مما يشعرهم بالرّاحة و الطمأنينة ، ويبقى بعد هذا كله أنّ الأمر لله من قبل ومن بعد ، ولا يملك العبد المؤمن إلاّ أنْ يردد { قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا } .

المحطة الثانية: إذا حدثت المشكلة وتكررت (لا بد من البحث عن السبب):

وقد سبق الحديث عنه في مقال http://cutt.us/hm4o


المحطة الثالثة : إذا وجدنا السبب (لا بدّ من تعاون الأطراف المحيطة) :

      إذا أردنا أنْ نتعامل بصورة مفيدة و ناجحة ، وأنْ نقوم بتعديل سلوك الطفل فلا يناسب أنْ يتولى ذلك شخص واحد فقط ، بل لابدّ من تعاون الوالدين ، وكذلك الأخوة ، بل حتّى أطراف تربوية أخرى ، وبالذّات المدرسة.

حتّى في المدرسة الواحدة لا يكفي أن يتولى المهمة المرشد الطلابي – مثلاً – لوحده ، وإنّما لا بدّ من التنسيق مع إدارة المدرسة والمعلمين المباشرين للطالب ، وهذا أمر مهمّ ؛ لأنّنا إذا كنّا نبني من جهة واحدة وهناك من يهدم من جهات أخرى - ولو بلا قصد سيّء - فإنّ التعديل والبناء لنْ يتم على الوجه المطلوب ، فمثلاً : إذا ظهر عند الطّفل تلعثم في الكلام بسبب الخجل والخوف أمام الآخرين ، وبدأ الوالدان في محاولة علاج هذه المشكلة بتعزيز الذات والتركيز على المدح والثناء و التشجيع ، ولكننا نجد في الوقت نفسه أن أحد إخوة الطفل يستهزئ به من وقت إلى آخر ، ويقلّده في التلعثم ويضحك منه ، فإنّ هذا السّلوك من ذلك الأخ سيهدم ما يبنيه الوالدان ، أو كان أحد المعلمين في المدرسة يستخدم أسلوب الشدّة والقسوة والتعنيف مع ذلك الطالب لعلاج هذا السلوك ، فلا شكّ أنّ سلوك هذا المعلم سيهدم أيضا ما يبنيه الوالدان في المنزل ، ولذا فلا بدّ من تعاون الأطراف المحيطة بالطّفل حتى نصل إلى تعديل السلوك غير المرغوب بصورة جيدة.


المحطة الرابعة : ( تفعيل مهارات تعديل السلوكيات):

بعد تحديد ومعرفة السبب ، ثم التنسيق والتعاون بين الأطراف المحيطة بالطفل ، يأتي ممارسة المربي مهارات تعديل السلوكيات ، والتي سنتحدّث عنها لاحقاً.


المحطة الخامسة : إذا لم ننجح (لا بدّ من استشارة المختصين) :

إذا مارس أحد المربين أو بعضهم أوكلّهم مهارات تعديل السلوكيات ولكنهم لم ينجحوا في تعديل السلوك أو أنهم لم يحقّقوا النجاح المطلوب فعليهم بعد ذلك أن يستشيروا المختصين في المجال النفسي والسلوكي أو في المجال التربوي حتى يصلوا جميعاً إلى تعديل هذا السلوك لدى الطفل بالصورة المثلى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق