السبت، 6 ديسمبر 2014

أهمية الثواب (التعزيز) التربوي وأنواعه

إن السلوك البشري الإنساني يتأثر بالعوامل البيئية المحيطة به، ويتأثر كذلك بالنتائج المترتبة على هذا السلوك، فالإنسان عموماً - والطفل خصوصاً - يستمر في أداء السلوكيات إذا عادت عليه بخير، سواءً بجلب شيء محبوب أو التخلص من شيء مكروه .

وهذه العملية تسمى"التدعيم" أو "التعزيز" وهو أي فعل أو حدث يأتي بعد السلوك ويؤدي إلى زيادة في حدوث ذلك السلوك أو في تكرار حدوثه.
ولاشك أن الثواب  على السلوك الحسن من أعظم وأهم المعززات التي تؤدي إلى استمرار السلوك وتكراره، ولذلك فهو وسيلة هامة وفاعلة في الحفاظ على السلوك الإيجابي لدى الطفل، وكذلك في الانتقال بالطفل من السلوك السلبي
إلى السلوك الإيجابي تدريجياً.
                                                                                   
أنواع الثواب (المعززات) :
إن المعززات التي يمكن استخدامها في تعزيز وتدعيم السلوك المرغوب كثيرة ولا نستطيع حصرها، ولكننا نستطيع تصنيفها إلى ثلاثة أقسام،وذلك يساعدنا على محاولة استقصاء أكبر قدر ممكن منها،ثم التنويع في استخدامها ،والإفادة منها جميعاً، وهي كما يلي :

(أ) الثواب المادي :
ونقصد به المعززات المادية والحسية الملموسة، وهي كثيرة ولا حصر لها ولكن سنذكر جملة منها ونترك بعد ذلك للمربي المجال أن يبدع ويأتي بأنواع جديدة من المعززات، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر:
لعبة،حلوى،وجبة يحبها الطفل،مكافأة مالية، شهادة شكر، درع، ميدالية، شيك رمزي:بحيث يتفق الأب في البيت أو المعلم في المدرسة مع البائع في البقالة، ويكون هناك نموذج متفق عليه يعطى للطفل مكافأةً له على سلوك جيد صدر منه، فيأخذه الطفل ويشتري بما فيه من مبلغ ما يشاء من ذلك المحل، ومن ذلك أيضاً: الذهاب إلى نزهة  وغيرها كثير وكثير .....

(ب) الثواب المعنوي :
ويشمل المعززات والمدعمات الاجتماعية والمدعمات النشاطية والتي تحمل في ذاتها قيمةً معنويةً رفيعةً تؤدي إلى تعزيز السلوك لدى الطفل، ومن ذلك إظهار الرضا بالسلوك سواءً بطريقة التعبير اللفظي من المربي عن سعادته وسروره لصدور هذا التصرف الجميل من طفله الحبيب، أو عن طريق التعبير غير اللفظي وذلك عن طريق تعبيرات الوجه التي تشعر الطفل بالرضا عنه وعن سلوكه.
ومن المعززات المعنوية أيضاً :الضم والتقبيل والاحتضان الذي يأتي بعد صدور السلوك الايجابي ،وكذلك الشكر اللفظي، أو المكافأة بالسماح للطفل بزيارة صديق أو قريب،أو دعوة أصدقائه إلى المنزل، ومن ذلك أيضاً الدعاء،والتربيت على الكتف أو الظهر، وكذلك تكليف الطفل بإنجاز عمل معين يحبه من باب الثقة فيه وفي حسن أدائه، وغيرها كثير .....

(ج) التذكير بالثواب الأخروي :
وهذا لاشك أنه نوع من أنواع الثواب المعنوي، ولكنه يحتاج أن يفرد لأهميته وحتى يكون هناك ربط للطفل بثواب الآخرة،وحتى لا تكون المعززات أموراً دنيويةً أو ماديةً فقط ، ونحن لا نملك هذا الثواب الأخروي ولكننا - كمربين - نحتاج أن نذكر الطفل به وأن نربطه بذلك الثواب العظيم،
وفي هذا الباب يحسن بالمربين أن ينتبهوا لأمرين هامين :
الأول : ألا يجزموا للطفل بجنة أو بنار مقابل أي سلوك يصدر منه كما يقول بعض الآباء أحياناً:" إذا فعلت كذا فإن ربي يدخلك الجنة" أو " إذا فعلت كذا
فإن ربي يدخلك النار" ولكن نذكر للطفل أن الله يحب هذا الفعل ويحب من يفعله، ويبغض ذلك الصنيع ويبغض من يقع فيه فقط بدون الجزم لصاحبه بجنة أو بنار.
الثاني : ألا يكثر الآباء والأمهات وكذلك بقية المربين من التذكير بهذا النوع من الثواب أو العقاب - وأقصد الأخروي - لأن ذلك قد يقود بعض الأطفال إلى عدم الاكتراث بهذا النوع من الثواب والعقاب ،بل وقد يكرهه ويستهزئ به،
وإنما المطلوب أن نوازن وننوع بين الأنواع الثلاثة السابقة الذكر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق