الأحد، 7 ديسمبر 2014

أنواع العقاب التربوي

العقاب التربوي
العقاب هو حدوث منبه مؤلم أو منفر - لفظي أو بدني - عند حدوث السلوك،
أو توقف حدوث منبه إيجابي نتيجة لتصرف ما.
فالهدف من العقاب - أيا كان نوعه - هو إطفاء السلوك غير المرغوب ومنع حصوله وتكراره مرة أخرى ،

 وإن كان بعض الآباء وبعض المربين يدفعهم لعقاب الطفل دوافع أخرى، فبعضهم قد يبادر إلى العقاب بدافع إذهاب ما في النفس من غيظ وحنق على الطفل، ولذلك فقد يأتي العقاب شديداً بل قاسيا في بعض الأحيانً ، وبعض الآباء قد يدفعهم لعقاب طفله إرضاء المحيطين به وحتى يظهر الأب بمظهر المربي الحازم وغير المتساهل ولذلك عندما يقع الخطأ أمام الآخرين فيحرص بعض الآباء على إرضاء الأشخاص المحيطين بالموقف حتى ولو كانت العقوبة قاسية بالنسبة للطفل، ولكن المفترض أن يكون الدافع لكل أب ومرب عند عقاب الطفل هو أن يصل إلى منع حدوث هذا السلوك السلبي مرة أخرى وذلك بالطريقة المناسبة .
فقسا ليزدجروا ومن يك حازماً        فليقسو أحياناً على من يرحم

أنواع العقاب
لقد ارتبط لدى كثير من الآباء والمربين لفظ العقاب بالضرب وذلك لأن الضرب هو الأكثر شيوعاً في استخدامات المربين، وكذلك لأنه أسرع وأسهل وسيلة من وسائل العقاب،بينما الأمر على خلاف ذلك فالعقاب له أنواع وطرق كثيرة ومختلفة ويجب على المربي أن يستخدم أكثر من طريقة حتى يصل إلى إطفاء ومنع السلوك غير المرغوب، وأنواع العقاب كما يلي :
1- إظهار عدم الرضا عن السلوك: سواء كان ذلك بالتعبير اللفظي المباشر والصريح أو عن طريق التلميح أو بما يظهر على الوجه من ملامح وتعبيرات رفضك لذلك السلوك السلبي،ولابد أن نفرق بين رفضنا للسلوك ورفضنا لذات الطفل، فينبغي أن يشعر الطفل برفضنا للسلوك لا لذاته.
2- الزجر والتأنيب:وذلك بتوجيه التأنيب والتوبيخ المباشر للطفل عند قيامه بسلوك غير مرغوب، ولكن بشرط ألا يكون فيه إهانة أو تحقير وألا يكون أمام الآخرين وكذلك ألا يستمر لفترة طويلة وألا يكون متكرراً ومستمراً على خطأ مرت عليه مدة طويلة.
3- إهمال السلوك أو التجاهل :أي عدم الالتفات إلى الطفل عند حدوث ذلك السلوك الخاطئ وخاصة إذا كان هذا السلوك صغيراً أو حصل لأول مرة،وبعض السلوكيات إنما يزداد تكرارها من قبل الأطفال لأن الآباء يركزون عليها بصورة كبيرة بدافع التغيير فيستمر الطفل في تكرارها ويرى أنها وسيلة جيدة لجذب انتباه الآخرين إليه، وينسى الوالدان في مثل هذه الحالات أن إهمال سلوك الطفل هو أنجح الوسائل في الوصول إلى إطفاء هذا السلوك، ومن أمثلة تلك السلوكيات التي يحتاج الوالدان أن يهملوها: مص الأصابع ، نتف الطفل لشعره، عبث الطفل بأعضائه التناسلية وغيرها من التصرفات التي قد ينفع في التخلص منها أسلوب إهمال السلوك بصورة مثمرة.
وكذلك عندما يكون الطفل عنيداً ويصر على أخذ شيء معين أو الذهاب إلى مكان ما أو غير ذلك من الأمور التي يصر عليها الطفل العنيد فعند ذلك على الأب أو الأم أن يقوما بالتوضيح للطفل أن طلبه هذا أو إصراره هذا غير مناسب فإذا اقتنع فهذا الذي نريد، وإن أصر واستمر في عناده وصراخه فعلينا أن نتجاهل و نهمل سلوكه هذا وكأنه غير موجود ونتركه ولا نلتفت إليه، ولكن حتى ينجح هذا الأسلوب فلا بد من اتفاق الوالدين وعدم تدخل أحدهما عندما يرى الطفل يبكي ويصرخ، وكذلك لا بد من تكراره عدة مرات مع الطفل حتى يقتنع ويعرف أنه مهما بكى أو صرخ فلن يحصل على ما يريده بهذه الطريقة، ولكن إذا حصل وتدخل  أحد الأطراف ، أو أن هذا الإهمال حصل مرات قليلة ثم توقف فإنه يصبح في هذه الحالة غير فعال، وبعض الآباء والأمهات قد يعتقد أن ترك الطفل يبكي ويصرخ لفترة طويلة أو يرمي نفسه على الأرض قد يؤثر على نفسيته سلباً ، ولكن هذا اعتقاد غير صحيح، والصحيح أن نهمل فعله هذا تماماً حتى يتوقف عن البكاء والصراخ لوحده ، وأن نطمئن كذلك أنه لا يوجد حوله أداة حادة قد تؤذيه .
وهذا النوع من أنواع العقاب من أنجح الوسائل في معالجة عناد الأطفال ولكن إذا تم تنفيذه بالشروط المذكورة سابقاً .   
4- أن يقوم الطفل بإصلاح ما أفسده : كأن يقوم بجمع ما كسره من زجاج أو غيره ، أو تنظيف المكان أو شراء بديل من مصروفه لما أتلفه في المنزل ، وفي ذلك إشعار للطفل بتبعات ما يصدر منه من أخطاء فيحرص على عدم الوقوع فيها ، وكذلك فيه إشعار بالمسؤولية والمشاركة في التصحيح .
5- الحرمان : وهو حرمان الطفل المعاقب من بعض الامتيازات المادية أو المعنوية أو الاجتماعية عندما يصدر منه سلوك سلبي غير مرغوب فيه ، ومن أمثلة ذلك : حرمانه من لعبة يحبها لفترة محدودة ، أو حرمانه من مشاهدة بعض برامج الأطفال أو زيارة بعض الأقارب أو الحرمان من الذهاب لنزهة أو غير ذلك ، وهذا النوع من العقاب نوع مؤثر وله دور كبير في تعديل سلوك الطفل ، ولكن حتى يكون أكثر تأثيراً فلابد من مراعاة الشروط التالية :
أ- لابد من اتفاق الوالدين على تنفيذ هذا النوع من العقوبة بحيث إذا اتخذ أحدهما قراراً في حرمان الطفل من امتياز معين فلا يقوم الآخر بالتدخل أو الشفاعة وإنما يوافق على هذا القرار .
ب- لابد كذلك من الاتفاق مع الطفل مسبقاً بحيث تصله رسالة واضحة أنه إذا صدر منه سلوك غير مناسب فإنه سيتم حرمانه من كذا وكذا .
ج- الحزم والاستمرار : فمن آفات الحرمان أن تتوعد الطفل بحرمانه من شيء معين وتهدده بذلك ثم لا تنفذه فيتعود الطفل على عدم مصداقيتك في إصدار العقوبة .
د- كذلك لابد من اختيار نوع الحرمان الذي يمكن أن تنفذه وأن يكون منطقياً غير مبالغ فيه ، كمن يحرم طفله من اللعب لمدة شهر مثلاً ، فهذا أمر مبالغ فيه وغير منطقي .
هـ - أن يكون هذا الحرمان مما يؤثر على الطفل فقط دون غيره ، لأنه ليس من العدل أن يُحرم بقية الأطفال بسبب خطأ وقع فيه واحد منهم فقط.
و- ألا يكون الحرمان من الحاجات الأساسية للطفل : كالحرمان من الطعام والشراب أو من اللباس أو الحب والعطف والحنان ، وبالإمكان حرمانه من نوع معين من الطعام أو الشرب أو اللباس ولفترة معينة ولكن لا يكون الحرمان من أصل الطعام والشراب واللباس .
والحرمان من أكثر أنواع العقاب تأثيراً في تعديل سلوك الطفل ، ولكنه قليل الاستخدام من المربين أو أنه يستخدم على خلاف قواعده وضوابطه التي ذكرناها ، فيكون لا فائدة منه .
6- الهجر والمقاطعة : بمعنى أن تكون عقوبة الطفل بعدم الحديث معه لفترة من الزمن من قبل أحد المربين سواءً الوالدين أو المعلمين ، وهذا له أصل في السنة ، وهو هجر من يقع منه خطأ أو معصية ، ولكن يُطبق مع الطفل بحسب الخطأ الذي يصدر منه ، وبحسب المرحلة العمرية التي يمر بها الطفل ، كأن يُحرم الطفل من الحديث مع أمه لمدة ساعة محددة من اليوم ، وحتى لو حاول الاقتراب منها أو الحديث معها فيتم تجاهله حتى تنتهي الساعة المحددة .
7- الإقصاء أو الإبعاد المؤقت: ويتضمن إبعاد الطفل إثر ظهور سلوك غير مرغوب منه عن الموقع ولمدة قصيرة في مكان لا يعود عليه بمدعمات اجتماعية أو نفسية
( ولكن لا يكون مخيفاً كذلك ) ، ومما يساعد على نجاح هذا الأسلوب شروط متعددة منها :
 أ- تجنب الهياج الانفعالي والثورة خلال تطبيقه ، فعلى الوالدين أو المعلمين أن يتصفوا بالهدوء عند تطبيق هذا النوع من العقوبة ، لأن شدة الانفعال قد تدفع الطفل إلى مزيد من الانفعال أيضاً وهذا قد يساعد في تدعيم السلوك السلبي لدى الطفل .
ب- تجنب الجدل والنقاش مع الطفل : فلا ينبغي أن يدخل المربي في جدل ونقاش مع الطفل عند تطبيق الإبعاد المؤقت ، وإنما يكفي أن يقوم بتذكيره أنه وقع في سلوك خاطئ وأن عليه أن يتجه إلى ذلك المكان لمدة محددة ، وكلما كان هناك اتفاق مع الأبناء حول هذا الأسلوب بحيث يصبح هذا الأمر نظاماً واضحاً لجميع الأبناء ، أن من يصدر منه خطأ معين قد يتم حجزه أو إقصاؤه في مكان معين في المنزل ولمدة محددة ، وهذا يساعد على النجاح في تطبيق هذا النوع من العقوبة .
ج- تجاهل كل ما يصدر من الطفل عند ذلك من احتجاجات أو توسلات أو اعتذارات ، بل قد تقوم بتطويل المدة المقترحة إذا أكثر الطفل من الاحتجاجات والمقاومة .
د- تحدد مدة الإبعاد حسب عمر الطفل بحيث تكون بما يعادل دقيقة لكل سنة من عمره.
هـ - يرى بعض المربين أن استخدام طريقة الإبعاد تكون مع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الثالثة والثانية عشرة .
8- العقوبة البدينة : ونقصد بها " الضرب " وهو أسلوب فعّال ، ولكنه ينبغي أن يكون آخر العلاج ، لأنه إذا لم ينفع في إطفاء السلوك ، فماذا بقي بعده .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق