السبت، 6 ديسمبر 2014

شروط الثواب التربوي الناجح

إن طريقة الثواب والمكافأة لها دور قوي في تعزيز السلوك وتدعيمه، وحتى تكون هذه الطريقة أكثر نجاحاً وأقوى فاعلية فلا بد من مراعاة الأمور التالية :
1- أن تكون الحالة الشعورية لمن يقدم المكافأة والثواب متوافقة مع المكافأة، أي أن يكون المربي مظهراً للسرور والفرح لحصول هذا السلوك الجيد من الطفل ،
حتى لا تضيع قيمة الثواب، وبعض المربين قد يقدم ثواباً أو مكافأة بكل برود في المشاعر دون تفاعل يظهر على ملامح وتعبيرات وجهه وهذا لاشك أنه يفقد المكافأة قيمتها وأثرها الإيجابي على سلوك الطفل .

2- اجعل الثواب يتناسب مع اهتمامات الطفل : فلابد أن يكون نوع الثواب المقدم متوافقاً مع اهتمامات ورغبات الطفل، فبعض الأطفال قد لا يحب نوعاً معيناً من الألعاب ، فليس من الحكمة أن نكافئه بلعبة لا يرغبها حتى ولو كانت مرغوبة لدى غيره من الأطفال وحتى لو كانت غالية في قيمتها.

3- كلما كان الثواب أكثر قبولاً لدى الطفل كلما كان أكثر فاعلية : فالطفل يحب ويميل إلى أشياء كثيرة ، ولكنه يفضل  بعضها أكثر من بعض ، فكلما كان الثواب من الأشياء التي يفضلها الطفل أكثر كلما كان أثرها في تعزيز السلوك أكثر وأقوى .

4- نوع في المعززات:وهذا يضمن - بإذن الله - استمرارية السلوك أكثر وأكثر، بحيث يكون هناك تنويع فيما بين الثواب المادي والمعنوي والتذكير بالثواب الأخروي، بحيث لا يكون تكرار الطفل لهذا السلوك إنما هو للحصول على ثواب محدد هو يحبه ويرغبه.

5- لا تفرط في الإثابة المادية: حتى لا تصبح مثل الرشوة السلوكية ،وإنما ينبغي التنويع بين الأنواع المختلفة للثواب كما سبق في الضابط الرابع، وقد نبدأ بالثواب المادي في بداية غرس السلوك ثم يصبح بعد ذلك التركيز أكثر على الثواب المعنوي.

6- قدم الثواب بعد حدوث السلوك مباشرة : وهذا يجعل الثواب أكثر فاعلية ، وهذه طبيعة الإنسان كلما رأى آثاراً ملموسة وسريعة لعمله كلما ازداد اجتهاداً في تحسين عمله، ولذلك فإن من رحمة الله - عز وجل- بالمؤمنين أنه لم يقصر أجر العمل الصالح على الثواب الأخروي فقط، وإنما جعل لعباده المؤمنين من الثواب العاجل ما يفرحون به ويدفعهم للاستمرار في عمل الصالحات، ومن ذلك :لذة العبادة،وانشراح الصدر ،وتيسير الأمور وغيرها من المحفزات العاجلة، ولذا فكلما وجد الطفل تشجيعاً مباشراً لسلوكه كلما كان ذلك أكثر تأثيراً في استمرار السلوك.

7- لا يلزم أن تكافئ كل سلوك جيد : وذلك حتى لا يتعود الطفل على ألا يقدم سلوكاً إيجابياً إلا بمقابل .

8- لا تكافئ السلوك غير المرغوب : لأن ذلك سيؤدي إلى استمرار السلوك غير المناسب ،وكذلك يجعل الطفل لا يفرق بين السلوك المناسب وغير المناسب ،وإنما هو يقوم بتكرار أي سلوك يجد عليه تشجيعاً أو تحفيزاً ممن حوله.

9- اسحب المعززات تدريجياً بعد استمرار السلوك : فقد نحتاج أن يكون الثواب متكرراً في بداية حدوث السلوك الإيجابي،ولكنه إذا استمر هذا السلوك فإننا نجعل المكافأة أقل تكراراً أو نجعلها تتكرر بصورة غير منتظمة إلى أن يستمر السلوك بدون وجود معززات.

• وهنا سؤال هام يطرحه كثير من الآباء : كيف نتغلب على غيرة الأطفال بعضهم من بعض عندما نكافئ واحداً منهم دون الآخرين؟

وحتى تتجاوز أيها الأب هذه المشكلة ، فإليك بعض الاقتراحات :
1- إيجاد نظام واضح للثواب والعقاب في الأسرة،بحيث يصبح منغرساً لدى الأبناء أن من يصدر منه سلوك إيجابي فسوف يحصل على مكافأة، ومن يصدر منه سلوك سلبي فسيعاقب، وهذا أمر يحتاج إلى تكرار واستمرار وتعاون من الوالدين حتى  يصبح ذلك نظاماً مألوفاً لدى الأبناء.
2- العدل في المكافأة : أي أن يكون منهج الثواب والمكافأة مطردا مع جميع الأبناء، وليس مع بعضهم دون بعض.

3- أن يعرف بقية الأبناء لماذا تمت مكافأة فلان فقط دون غيره هذه المرة،وذلك حتى تحد من غيرتهم ، وحتى تحثهم في الوقت نفسه  على الإقتداء بهذا السلوك الإيجابي الذي صدر من أخيهم .

4- في بعض الحالات يمكن أن تكون المكافأة عامةً لجميع الأبناء ولكن على أن يتم إخبارهم أنهم حصلوا على هذه المكافأة لأن فلاناً من إخوانهم أنجز كذا وكذا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق