الجمعة، 4 سبتمبر 2015

الاسرة وصناعة المتعة الدراسية


مع إطلالة كل عام دراسي جديد تشهد الأسر إنطلاق أبنائها الطلاب والطالبات بمراحلهم العمرية المختلفة إلى فصول الدراسة ،  فيما يتبع ذلك شيئ من التضجر والملل والشكاوى من الحياة الدراسية وكل ما يتعلق بها من طقوس وأحداث ، وتكتظ كثير من وسائل التواصل الاجتماعي مع مقدم العام الدراسي بالرسائل والصور الساخرة والتي توحي لمتلقيها بأن المدرسة وعالم الدراسة يزخر بالملل والرتابة ،  ونسمع كلمات وعبارات التذمر من عدد من الطلاب والطالبات 
 وكأن العام الدراسي هاجس وشر لا بد من تجاوزه كيفما كان ، ويبقى التساؤل هل من سبيل يقود أبناءنا وبناتنا إلى رحلة دراسية ممتعة ؟ وهل من وسائل تنقلهم من أجواء التذمر والملل نحو عام دراسي ممتع ومليء بالجد والنجاح ؟

إن صناعة المتعة الدراسية في نفوس الأبناء مهمة مشتركة بين أطراف كثيرة أولها الأسرة ثم المدرسة بإدارتها وإرشادها ومعلميها ومقراراتها وبرامجها اللاصفية وبيئتها العامة وكذلك بيئتها الصفية ، فكل  هذه العوامل لها دور كبير  في صناعة المتعة أو قتلها في نفوس الطلاب والطالبات؛ بل حتى العوامل الخارجية كالإعلام أو المجتمع عموما لها دور مهم في زراعة هذه المتعة أو استبدالها بالكراهية والتذمر .

ومن الأمور التي تساعد الأسر في رسم لوحة دراسية بهيجة في قلوب أبنائهم وبناتهم ما يلي :

1. استمتاع الوالدين بتدريس أبنائهم ففاقد الشيء لا يعطيه ومتى خلت نفوسنا من الاستمتاع بتدريس وتعليم أبنائنا فإننا لن نستطيع منحهم تلك المتعة ، أو أن نجعلهم يشعرون بها  ، ويتم ذلك من خلال إشعار أبنائنا بحجم المتعة والفائدة التي ينالونها من وراء الدراسة وأنها ليست عبئا يوميا ثقيلا عليهم تحمله لحين التخلص منه... وليعلم الوالدان أن إخلاص النية لله عز وجل وإحتساب الأجر في قيامهم على تعليم أبنائهم من أعظم ما يقلب عناءهم في تدريسهم إلى متعة جميلة.

2. الحديث الإيجابي مع الأبناء والبنات عن الدراسة وطلب العلم وربطها بالمزايا المادية والمعنوية وما يترتب عليها من مكاسب لهم في دينهم ودنياهم كربطها بأجر طلب العلم وحب الله سبحانه وتعالى للعلم وأهله وأجر إلتماس طريقا من طرق العلم كونه طريقا مؤديا إلى الجنة ، إلى جانب المزايا الدنيوية من درجات علمية عالية ، ومكانة اجتماعية مرموقة ، وإمكانية الحصول على وظائف مناسبة ودخل مادي مناسب ، ولابد من التنويع في ذكر هذه المزايا والمحفزات المادية والمعنوية بما يتواءم مع استيعاب الأبناء وطموحاتهم ، فهذا يمنحنا نتائجا إيجابية بهذا الخصوص .

3. الإشادة بإنجازاتهم الدراسية ولو كانت صغيرة ومعتادة فكلما أشعرنا الطفل أو المراهق بإنجازاته وذكرناه بها وشكرناه عليها وأثنينا عليه بيننا وبينه، أو أمام الآخرين من الأقارب أو الإدارة المدرسية والمعلمين ، ساعده ذلك على حبه واستمتاعه وتفانيه في دراسته بإذن الله سبحانه وتعالى .

4. تقبل تقصيره الدراسي وكظم غيظنا إزاءه ، لأن التقصير طبيعة بشرية فينبغي تقبلها والسعي إلى تعديلها وتحسينها وتطويرها حتى نشعر أبناءنا بالرضا عن ذواتهم .

5. أن لا نجعل الدراسة هي عنوان العلاقة فيما بيننا وبينهم ، فيخطئ بعض الآباء والأمهات حينما يربطون رضاهم عن أبنائهم وحبهم لهم  بإنجازاتهم الدراسية أو العكس ، فالأصل أن الدراسة جزء من الحياة وليست كل الحياة ، فثمة أبناء مستوياتهم الدراسية متوسطة أو عادية ، لكن لديهم إنجازات حياتية مختلفة فينبغي ألا يطغى هذا على هذا ....

** هذه بعض العوامل المختصرة التي تساعد الوالدين- بإذن الله- بالتعاون مع المدرسة في بناء المتعة الدراسية وحب المدرسة في نفوس وعقول أبنائهم وبناتهم....
ونسأل الله أن يحفظ جميع أبناء وبنات المسلمين وأن يهديهم ويوفقهم لما فيه صلاح دينهم ودنياهم... والحمد لله رب العالمين.

د. موسى آل زعلة

هناك تعليقان (2):

  1. لله درك ياشيخ..وفقك الله وسددك.

    ردحذف
  2. لله درك ياشيخ..وفقك الله وسددك.

    ردحذف