ذلك أنّ الطفل –وأيَّ إنسان على وجه العموم -
يحب ويحتاج أن يشعر أنّ له وجوداً وكياناً ، وأنّ له قيمةً واضحةً ومهمة في مجتمعه
الصغير –الأسرة - أو في مجتمعه الكبير الواسع
،ولا شكّ أنّ إشباع هذه الحاجة في ذات الطفل له مردود إيجابي كبير مما يجعل
شخصية الطفل تنمو في توافق واستقرار ، وحرمانه منها له آثار سلبية ، كالشّعور بالنّقص
، وضعف الثّقة بالنفس مما قد يؤدي إلى الحزن والكآبة المستمرة.
ومما يؤدّي إلى إشباع هذه الحاجة أن يشعر الطفل أنه قادر
على الإنجاز ، وكذلك أن يشعر أنّ له مكانة خاصة ومهمة لدى من حوله -خاصة والديه - ويستطيع
المربون إشباع هذه الحاجة المهمة بما يلي:
1- الاستماع والإنصات والإقبال
على الطفل باهتمام وتركيز عندما يتحدّث أو يخبر عن شيء ما ، حتى لو لم يكن مهماً
بالنسبة لنا ، ولكنّه مهم جداً عند الطفل.
2- إعطاؤه فرصة كافية
للتعبير عن رأيه في أي موضوع يتم طرحه للنقاش ، أو عند مشاهدة مواقف أو أحداث
عابرة في المنزل أو في الشارع أو في المدرسة أو في أي مكان آخر.
3- مشاورته في اتخاذ
القرار : سواءً فيما يخصّه هو ، أو فيما يخصّ أمور الأسرة والعائلة ، أو حتى فيما يخصّ
الأب أو الأم أحياناً فهذا يشعره بزيادة الاهتمام به.
4- تكليفه ببعض الأعمال
التي تتناسب مع عمره ، حتى يكون قادراً على القيام بها ، وبالتّالي يستطيع إنجازها
مما يزيد شعوره بتحقيق ذاته ، وقد قيل : قيمة الإنسان ما ينجز.
5- شارِكه في إنجاز أعماله
، لكنْ لا تنجزها نيابةً عنه ، فالأصل أن نترك الطفل يعتمد على نفسه في الأمور
اليسيرة ، وأحياناً قد يجد الطفل صعوبة أو عقبات في بعض الأمور فلا نبادر بإنهائها
مباشرة وإنّما نساعده ونتعاون معه في إنجازها.
6- إعطاؤه مقداراً من
الحرية في اختيار أشيائه الشخصية :حتى لو كان صغيراً في عمره فيمكن أن نختار له
مجموعة مناسبة من صنف واحد ونطلب منه أن يختار منها واحداً ، فيشعر أنه صاحب
القرار في ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق