وهذه مهارة في غاية
التأثير ، وهي عبارة عن تقنينٍ لمهارة الثّواب والعقاب بصورة واضحة تساعد الطفل
والمربّي كذلك على تحقيق السّلوك المرغوب وتجنب السّلوك السلبي.
قد يعقد بعض المربّين الكثير من الاتفاقيات مع بعض الأطفال ، ولكنّ هذه الاتفاقيات قد تخلو من شروط العَقد السّلوكي الناجح فتأتي النتائج غير مشجعة ، لذا فإنّ المربّين يحتاجون أن يسعَوا إلى تفعيل استخدام هذه المهارة بالصّورة المُثلى وذلك بتوفير شروط نجاح هذه الوسيلة ، ومنها:
والعقد
السلوكي هو اتفاق بين المربّي والطّفل يتضمّن المهمّة المطلوب من الطفل تأديتها ،
والمكافأة التي سيحصل عليها عند تحقيق المطلوب ، وكذلك العقوبة المتّرتبة على عدم
الالتزام بالاتفاق.
شروط العَقد السلوكي
الناجح: قد يعقد بعض المربّين الكثير من الاتفاقيات مع بعض الأطفال ، ولكنّ هذه الاتفاقيات قد تخلو من شروط العَقد السّلوكي الناجح فتأتي النتائج غير مشجعة ، لذا فإنّ المربّين يحتاجون أن يسعَوا إلى تفعيل استخدام هذه المهارة بالصّورة المُثلى وذلك بتوفير شروط نجاح هذه الوسيلة ، ومنها:
1-
يفضَّل أن يكون العَقد مكتوباً ، خاصة مع الأطفال الذين
يجيدون القراءة والكتابة ، ويمكن أن يكون عقداً شفهياً مع من لا يجيد القراءة.
2-
أن تنبثق بنود العقد من حوارٍ واتفاقٍ بين المربّي
والطفل ، لا أن تكون صادرة عن رأي طرف واحد فقط ، الذي هو المربي غالباً.
3-
أن تُرضي بنود العقد الطَّرفين وتحقِّق مكاسب ومصالح
مشتركة للطفل وللمربي معاً ، كأن يتخلّص المربي من سلوك غير مرغوب فيه لدى الطفل ،
وأنْ يحصل الطّفل على مكافأة يحبها ويرغبها.
4-
أن يتمَّ تحديد المشكلة المطلوب علاجها ، أو السّلوك
المرغوب تعديله بصورة واضحة ، لأنّ بعض المربّين يطلب من الطفل أموراً غير واضحة ؛
كمَن يطلب من ابنه أن يكون مؤدَّباً والطفل قد لا يدرك ما هي التفصيلات السلوكية
لكلمة (مؤدب) ، لذا فينبغي أن يتم تحديد السّلوك المطلوب فعله أو التخلّص منه
بصورة دقيقة واضحة حتى تساعد الطفل على تنفيذ الاتفاقية.
5-
أن يشتمل العقد على تدعيمات ومكافآت محدّدة يمكن للطفل
أن يحصل عليها عند قيامه بالسلوك المرغوب ، وتكون هذه المكافآت مما يحبّه الطفل
ويميل إليه.
6-
أن يقتصر العقد على مشكلة واحدة أو سلوك واحد فقط ، وذلك
يساعد الطفل على التركيز على المطلوب منه
دون تشتيت لذهنه وقدراته.
7-
أن تكون الأهداف المتّفق عليها في العقد واقعية ، ممّا
يستطيع الطفل تحقيقه ، أي أن يكون المطلوب منه متوافقاً مع قدراته وإمكاناته ، وأن
يكون تحقيقه بيده لا بيد غيره ، فمثلاً : عندما يطلب الأب من طفله أن يصبح الأول
على زملائه ، فعلى الأب أن ينظر بواقعية ، هل هذا الطلب يتناسب مع إمكانيات طفله
أم لا ؟ وكذلك فإنّ تحقيق هذا الأمر يرتبط بآخرين وليس بيد الطفل لوحده ، وإذا أردت
أن تُطاع فأمر بما يُستطاع.
8-
أن يشتمل العقد على فترة زمنية محدّدة لتنفيذ الاتفاقية.
9-
أن يتم تحديد عقوبات محدّدة واضحة عند عدم الالتزام
بتنفيذ المتّفق عليه في العقد.
10-
أن يقوم المربّي بمساعدة الطفل في تحقيق وتنفيذ العقد
المتفق عليه ، وذلك بتذكيره وتحفيزه وتشجيعه على ذلك.
فإذا التزم المربّي بتوفير هذه الضوابط والشروط أثناء إعداد العقد السّلوكي
فإن ذلك سيكون له بالغ الأثر في تفعيل هذه المهارة وهذا الأسلوب ، وحصول تعديل
السلوك المطلوب.
إنّ نظام العقد السّلوكي من الأساليب السّلوكية
التي تلقَى اهتماماً كبيراً من المعالجين السّلوكيين ، ومع ذلك فإن القليل من
المربّين هم الذين يمارسون هذا الأسلوب ، وهذا التعاقد له فوائد تربوية كثيرة ،
منها :
1- يساعد على تحديد
الأهداف المطلوب من الطفل تنفيذها ، وهذا بدوره يقلل التوتّر الذي يصاحب كثرة
التوجيهات والأوامر التي يتلقاها الطفل.
2- العقد السلوكي الواضح
والمحدّد يستثير لدى الطفل الدافع والهمة للإنجاز والتغيير والتقدّم إلى الأمام.
3- يزيد شعور الطفل
بالمسئولية ؛ لأنه يشارك في صياغة بنود العقد.
4- يجعل الطّفل يشعر بأنّ
عملية تعديل السّلوك هي عملية مشتركة بينه وبين المربي.
وإنّ المتأمِّل في السِّيرة النّبوية يجد
أنها مليئة بالعقود السّلوكية الشّفهية التي كان يبرمها النبي- صلى الله عليه و سلم-
مع أصحابه -رضوان الله عليهم – ليدفعهم إلى التحلّي بسلوك إيجابي جديد ، أو لبذل
الثّمين لخدمة الدين ، وما قصة عقد بيعة العقبة إلاّ نموذجاً من أوضح النماذج
لعقدٍ مستوفي الشروط ، قائمٍ على حوار واتفاقٍ بين الطرفين ، يشتمل على أهداف
واضحة –هي ما طلب النبيr من الأنصار أن يقوموا
به - وكذلك يحتوي على المكافأة والامتيازات التي سينالونها عند التزامهم بذلك ،
وهي الجنة ، فقد قال الأنصار -رضي الله عنهم - وهم يخاطبون نبي الهدى r:
)فإنا نأخذه على
مصيبة الأموال وقتل الأشراف ، فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفَّينا بذلك ؟
فقال- صلى الله عليه وسلم -: الجنة. قالوا : ابسط يدك ، فبسط يده فبايعوه)([2]).
فهذه صورة مضيئة من صور العقد
السلوكي الذي يعقده المربّي مع من يربيهم ، ويكون له - بإذن الله – الأثر البالغ
في تحفيزهم للاتجاه نحو سلوك إيجابي جديد بكل قوّة وحماس وقناعة راسخة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق