عند ظهور أيّ خلل سلوكي لدى أحد الأبناء ، فقبل أن نبادر
بالسؤال كيف نتعامل معه ؟ أو ما وسائل تعديل هذا السلوك؟علينا أن نسأل ما أسباب
ظهور هذا السلوك ؟ ولماذا صدر من هذا الطفل ؟ لأنّ التغيرات التي تحصل من الطفل –
في أحيان كثيرة – إنّما هي تعبير عن تغيّرات معيّنة حصلت حوله ، ولذلك فإنّني أقول
(إنّ الطفل مرآة لما حوله).
فعلى سبيل المثال لماذا كان الطفل هادئاً ثم أصبح عنيفاً
؟ ولماذا كان يتحكّم في إخراج البول ثم أصبح لديه تبول لا إرادي ؟ ولماذا كان يتحدّث
ويتخاطب بكلّ طلاقة ثم أصبح يتلعثم في حديثه ؟ في الحقيقة أنّه في حالات كثيرة
يكون ظهور هذه التغيّرات لدى الأطفال إنّما هي تعبيرات وردود أفعال لتغيّرات بيئية
أخرى ، فأحياناً تكون بسبب تعرّض الطفل لخوف شديد في أحد المواقف ، أو لتعرّضه
لاعتداء جسدي أو جنسي ، أو لوجود مولود جديد ، أو أحياناً تكون تعبيرات عن الحرمان
العاطفي الذي يعيشه هذا الطفل.
لذا فعلينا قبل أنْ نقول الحل أنْ نبحث عن السبب لأنّ
معرفة السّبب تساعدنا – بإذن الله – في حلّ وعلاج هذه المشكلة ، وفي تعاملنا مع
هذا السلوك الطارئ بصورة مناسبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق